التصنيفات
الفتاة المسلمة

مرثية أحمد بن زايد … الفتاة المسلمة

كلمات و أداء في غاية الروعة للمبدع دائماًَ اخوي المنشد .. سيف فاضل

أترككم مع الرابط

الله يرحمك يا بو زايد

http://sfadel.com/mobasher/2.mp3

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

فوائد المرض والمنافع القلبية والبدنية مسلمة الامارات

عبدالرحمن بن يحيى
دار الوطن أرسلها لصديقالحمد لله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، وبعد:

فإن الذي دعاني إلى كتابة هذه الرسالة هو النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين، وما رأيت من جهل الناس بفوائد المرض إلى درجة أني سمعت أُناساً يقولون: ألا ترحمه يارب، ومنهم من يقول: إما ارحمه أو ريحه، مع أن الله يقول في بعض الآثار: ( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ )، وكذلك ما سمعت ورأيت من بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يؤيسه من روح الله ويوقعه في القنوط، يقول الله: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا [المجادلة:10]، مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه، ولو وقع في كبائر الذنوب، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر، ففي الحديث: { "من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، فقال أبو ذر: وإن زنى وإن سرق، قال: "وإن زنى وإن سرق" }، ويقول : { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل } [رواه مسلم]، ويقول الله: { أنا عند ظن عبدي، فليظن بي ما يشاء }.

فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، يقول أنس: { إن النبي دخل على شاب وهو في الموت، فقال: "كيف تجدك؟" قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمَّنه مما يخاف" }، فلا تسيء العمل وأنت صحيح بحجة هذا الحديث، فلعل الموت يأتيك بغتة. وعلى كل فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله، فإن عاش لم يحرم الأجر، وإن مات فإلى رحمة الله، يقول : { تحفة المؤمن الموت } [رواه الطبراني بسند جيد ].

فإذا تقرر هذا كله فإليكم فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية، وقبل الشروع لابد من مقدمة قبل الدخول في المقصود.

إن الله لم يخلق شيئاً إلا وفيه نعمة أيضاً، إما على المبتلى أو على غير المبتلى، حتى إن ألم الكفار في نار جهنم نعمة، ولكنها في حق غيرهم من العباد، فمصائب قوم عند قوم فوائد، ولولا أن الله خلق العذاب والألم لما عَرَف المتنعمون قدر نعمته عليهم ولجُهلت كثير من النعم، ومن هنا خلق سبحانه الأضداد لحكم كثيرة منها معرفة النعم، فلولا الليل لما عرف قدر النهار، ولولا المرض لما عرف قدر الصحة، وكذا الفقر والسماء والجنة، ففرح أهل الجنة إنما يتضاعف إذا تفكروا في آلام أهل النار، بل إن من نعيم أهل الجنة رؤية أهل النار وما هم فيه من العذاب، مع العلم أن كل بلاء يقدر العبد على دفعه، لا يؤمر بالصبر عليه، بل يؤمر بإزالته ففي الحديث: { ليس للمؤمن أن يذل نفسه، أن يحمل نفسه مالا يطيق }. وإنما المحمود الصبر على ألم ليس له حيلة في إزالته، كما أن من النعم نعمة تكون بلاءً على صاحبها، فإنه يبتلى بالنعماء والبأساء، وكم من بلاء يكون نعمة على صاحبه، فرب عبد تكون الخيرة له في الفقر والمرض، ولو صح بدنه وكثر ماله لبطر وبغى وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ [الشورى:27].

فكل نعمة سوى الإيمان وحسن الخلق قد تكون بلاء في حق بعض الناس، وتكون أضدادها نعماً في حقهم، فكما أن المعرفة كمال ونعمة، إلا أنها قد تكون في بعض الأحيان بلاء وفقدها نعمة مثل أجل العبد أو جهله بما يضمر له الناس، إذ لو رفع له الستر لطال غمه وحسده. وكم من نعمة يحرص عليها العبد فيها هلاكه، ولما كانت الآلام والأمراض أدوية للأرواح والأبدان وكانت كمالاً للإنسان، فإن فاطره وبارئه ما أمرضه إلا ليشفيه، وما ابتلاه إلا ليعافيه، وما أماته إلا ليحييه، وقد حجب سبحانه أعظم اللذات بأنواع المكاره وجعلها جسراً موصلاً إليها، ولهذا قال العقلاء قاطبة: إن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن الراحة لا تنال بالراحة، فهذه الآلام والمشاق من أعظم النعم، إذ هي أسباب النعم، فمثلاً نزول الأمطار والثلوج وهبوب الرياح وما يصاحبها من الآلام فإنها مغمورة جداً بالنسبة إلى المنافع والمصالح التي تصحبها، فمثلاً لو أن المرأة نظرت إلى آلام الحمل والولادة لما تزوجت، لكن لذة الأمومة والأولاد أضعاف أضعاف تلك الآلام، بل إنها إذا حرمت الأولاد لم تترك طبيباً إلا وذهبت إليه من أجل الحصول على الأبناء، إنه لا يوجد شر محض، وما نهى سبحانه عن الأعمال القبيحة إلا لأن مفسدتها راجحة على خيرها، وهكذا.. وقد قال الله عن الخمر: إثمها أكبر من نفعها، فلو نظر العبد كم يحصل له من المضار والمفاسد منها لما أقدم عليها.
فإذا تقرر هذا كله، فإليكم فوائد ومصالح ومنافع الأمراض والتي تزيد عن المائة فائدة نقتصر على بعض منها:

من فوائد المرض، أنه تهذيب للنفس، وتصفية لها من الشر الذي فيها: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]، فإذا أصيب العبد فلا يقل: من أين هذا، ولا من أين أتيت؟ فما أصيب إلا بذنب، وفي هذا تبشير وتحذير إذا علمنا أن مصائب الدنيا عقوبات لذنوبنا، أخرج البخاري عن أبي هريرة أن النبي قال: { ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه }، وقال : { ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة }، فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن أو المرض، وفي هذا بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من احتمال مرارة الأبد، يقول بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس.

ومن فوائد المرض: أن ما يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس، ولهذا قال : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر }، وقال أيضاً: { تحفة المؤمن الموت } [رواه ابن أبي الدنيا بسند حسن]، وإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بني له بيت الحمد في جنة الخلد، فوق ما ينتظره من الثواب، أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً: { يود الناس يوم القيامة أن جلود كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء }.

ومن فوائد المرض: قرب الله من المريض، وهذا قرب خاص، يقول الله: { ابن آدم، عبدي فلان مرض فلم تعده، أما لو عدته لوجدتني عنده } [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وأثر: { أنا عند المنكسرة قلوبهم }.

ومن فوائد المرض: أنه يعرف به صبر العبد، فكما قيل: لولا الامتحان لما ظهر فضل الصبر، فإذا وجد الصبر وجد معه كل خير، وإذا فات فقد معه كل خير، فيمتحن الله صبر العبد وإيمانه به، فإما أن يخرج ذهباً أو خبثاً، كما قيل: سبكناه ونحسبه لجيناً فأبدى الكير عن خبث الحديد ( ومعنى اللجين الفضة )، والمقصود: أن حظه من المرض ما يحدث من الخير والشر، فعن أنس مرفوعاً: { إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط }، وفي رواية: { ومن جزع فله الجزع } [رواه الترمذي]، فإذا أحب الله عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه وخصوصاً إذا ضيع دينه، فإذا صبر العبد إيماناً وثباتاً كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدث له الرضا كتب في ديوان الراضين، وإن أحدث له الحمد والشكر كان جميع ما يقضي الله له من القضاء خيراً له، أخرج مسلم من حديث صهيب قال: قال رسول الله : { عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضراء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير }، وفي رواية لأحمد { فالمؤمن يؤجر في كل أمره } فالمؤمن لابد وأن يرضى بقضاء الله وقدره في المصائب، اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر، ومن لم ينعم الله عليه بالصبر والشكر فهو بشر حال، وكل واحدة من السراء والضراء في حقه تفضي إلى قبيح المآل ؛ إن أعطاه طغى وإن ابتلاه جزع وسخط.

ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين، فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، ومستخرج الشكر بالعطاء، يقول وهب بن منبه: ينزل البلاء ليستخرج به الدعاء وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت:51]، فيحدث للعبد من التضرع والتوكل وإخلاص الدعاء ما يزيد إيمانه ويقينه، ويحصل له من الإنابة وحلاوة الإيمان وذوق طعمه ما هو أعظم من زوال المرض، وما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله الدين الذين يصبرون على ما أصابهم فلا يذهبون إلى كاهن ولا ساحر ولا يدعون قبراً، أو صالحاً فأعظم من أن يعبر عن كنهه مقال، ولكل مؤمن نصيب، فإذا نزل بهم مرض أو فقر أنزلوه بالله وحده، فإذا سألوا سألوا الله وحده، وإذا استعانوا استعانوا بالله وحده، كما هو الحاصل مع نبي الله أيوب وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83].

وتأمل عظيم بلاء أيوب فَقَدْ فَقَدَ ماله كله وأهله ومرض جسده كله حتى ما بقي إلا لسانه وقلبه، ومع عظيم هذا البلاء إلا أنه كان يمسي ويصبح وهو يحمد الله، ويمسي ويصبح وهو راض عن الله، لأنه يعلم أن الأمور كلها بيد الله، فلم يشتك ألمه وسقمه لأحد، ثم نادى ربه بكلمات صادقة أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فكشف الله ضره وأثنى عليه، فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44]، وقد ورد في بعض الآثار: { يا ابن آدم، البلاء يجمع بيني وبينك، والعافية تجمع بينك وبين نفسك }.

ومن فوائد المرض: ظهور أنواع التعبد، فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية، كالخشية وتوابعها، وهذه العبوديات لها أسباب تهيجها، فكم من بلية كانت سبباً لاستقامة العبد وفراره إلى الله وبعده عن الغي، وكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا لما فقد صحته، فبدأ بعد ذلك يسأل عن دينه وبدأ يصلي، فكان هذا المرض في حقه نعمة وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ [الحج:11]، وذلك أن على العبد عبودية في الضراء كما أن عليه عبودية في السراء، وله عبودية فيما يكره، كما أن له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الناس من يعطي العبودية فيما يحب، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، وفيها تتفاوت مراتب العباد، وبحسبها تكون منازلهم عند الله، ومن كان من أهل الجنة فلا تزال هداياه من المكاره تأتيه حتى يخرج من الدنيا نقياً. يروى أنه لما أصيب عروة بن الزبير بالأكلة في رجله قال: ( اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة، ولئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت )، ثم نظر إلى رجله في الطست بعدما قطعت فقال: ( إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم ).

ومن فوائد المرض: أن الله يخرج به من العبد الكبر والعجب والفخر، فلو دامت للعبد جميع أحواله لتجاوز وطغى ونسي المبدأ والمنتهى، ولكن الله سلط عليه الأمراض والأسقام والآفات وخروج الأذى منه والريح والبلغم، فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، أحياناً يريد أن يعرف الشيء فيجهله، ويريد أن يتذكر الشيء فينساه، وأحياناً يريد الشيء وفيه هلاكه، ويكره الشيء وفيه حياته، بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره، أو يختلس عقله، أو يسلب منه جميع ما يهواه من دنياه فلا يقدر على شيء من نفسه، ولا شيء من غيره،فأي شيء أذل منه لو عرف نفسه؟ فكيف يليق به الكبر على الله وعلى خلقه وما أتى إلا من جهله؟

ومن هذه أحواله فمن أين له الكبر والبطر؟ ولكن كما قيل: من أكفر الناس بنعم الله الفقير الذي أغناه الله، وهذه عادة الأخساء إذا رفع شمخ بأنفه، ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات، فالمريض يكون مكسور القلب كائناً من كان، فلا بد أن يكسره المرض، فإذا كان مؤمناً وانكسر قلبه فالمريض حصل على هذه الفائدة وهي الانكسار والاتضاع في النفس وقرب الله منه، وهذه هي أعظم فائدة.

يقول الله: { أنا عند المنكسرة قلوبهم } وهذا هو السر في استجابة دعوة الثلاثة: المظلوم، والمسافر، والصائم، وذلك للكسرة التي في قلب كل واحد منهم، فإن غربة المسافر وكسرته مما يجده العبد في نفسه، وكذلك الصوم فإنه يكسر سورة النفس ويذلها، وكذا الأمر في المريض والمظلوم، فإذا أراد الله بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء يستفرغ به من الأمراض المهلكة للعبد حتى إذا هذبه رد عليه عافيته، فهذه الأمراض حمية له، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه.

ومن فوائد المرض: انتظار المريض للفرج، وأفضل العبادات انتظار الفرج، الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده، وهذا ملموس وملاحظ على أهل المرض أو المصائب، وخصوصاً إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين وحصل له الإياس منهم وتعلق قلبه بالله وحده، وقال: يا رب، ما بقي لهذا المرض إلا أنت، فإنه يحصل له الشفاء بإذن الله، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج، وقد ذكر أن رجلاً أخبره الأطباء بأن علاجه أصبح مستحيلاً، وأنه لا يوجد له علاج، وكان مريضاً بالسرطان، فألهمه الله الدعاء في الأسحار، فشفاه الله بعد حين، وهذا من لطائف أسرار اقتران الفرج بالشدة إذا تناهت وحصل الإياس من الخلق، عند ذلك يأتي الفرج، فإن العبد إذا يئس من الخلق وتعلق بالله جاءه الفرج، وهذه عبودية لا يمكن أن تحصل إلا بمثل هذه الشدة حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا [يوسف:110].

ومن فوائد المرض: أنه علامة على إرادة الله بصاحبه الخير، فعن أبي هريرة مرفوعاً: { من يرد الله به خيراً يصب منه } [رواه البخاري]، ومفهوم الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يصيب منه، حتى يوافي ربه يوم القيامة، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال: { مر برسول الله أعرابي أعجبه صحته وجلده، قال: فدعاه فقال له: متى أحسست بأم ملدم؟ قال: وما أم ملدم؟ قال: الحمى، قال: وأي شيء الحمى؟ قال: سخنة تكون بين الجلد والعظام، قال: ما بذلك لي عهد، وفي رواية: ما وجدت هذا قط، قال: فمتى أحسست بالصداع؟ قال: وأي شيء الصداع؟ قال: ضربات تكون في الصدغين والرأس، قال: مالي بذلك عهد، وفي رواية: ما وجدت هذا قط، قال: فلما قفا ـ أو ولى ـ الأعرابي قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه } [وإسناده حسن] فالكافر صحيح البدن مريض القلب، والمؤمن بالعكس.

10ـ ومن فوائد المرض: أن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة والتعرف على الله في الرخاء، فإنه يحفظ له عمله الصالح إذا حبسه المرض، وهذا كرم من الله وتفضل، هذا فوق تكفير السيئات، حتى ولو كان مغمى عليه، أو فاقداً لعقله، فإنه مادام في وثاق الله يكتب له عمله الصالح، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وبالتالي تقل معاصيه، وإن كان فاقداً للعقل لم تكتب عليه معصية ويكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله في حال صحته، ففي مسند أحمد عن عبدالله بن عمرو عن النبي : { ما من أحد من الناس يصاب بالبلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه، فقال: اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي }.

11ـ ومن فوائد المرض: أنه إذا كان للعبد منزلة في الجنة ولم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : { إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها }، يقول سلام بن مطيع: اللهم إن كنت بلغت أحداً من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية.

12ـ ومن فوائد المرض: أن يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وصحته، فإنه إذا تربى في العافية لا يعلم ما يقاسيه المبتلى فلا يعرف مقدار النعمة، فإذا ابتلي العبد كان أكثر همه وأمانيه وآماله العودة إلى حالته الأولى، وأن يمتعه الله بعافيته، فلولا المرض لما عرف قدر الصحة، ولولا الليل لما عرف قدر النهار، ولولا هذه الأضداد لما عرفت كثير من النعم، فكل مريض يجد من هو أشد مرضاً فيحمد الله،وكل غني يجد من هو أغنى منه، وكل فقير يجد من هو أفقر منه، ثم كم نسبة صحة العبد إلى مرضه فوق ما فيه من الفوائد والمنافع التي يجهلها العبد وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:216]، ولهذا روي أن آدم لما نشر الله له ذريته رأى الغني والفقير وحسن الصورة، ورأى الصحيح على هئيته والمبتلى على هيئته، ورأى الأنبياء على هيئتهم مثل السرج، قال: يارب ألا سويت بين عبادك؟ قال: إني أحب أن أشكر، فإن العبد إذا رأى صاحب البلاء قال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك، فيعافيه الله من ذلك البلاء بشرط الحمد، والمبتلى إذا صبر حصل على أجر عظيم.

والغريب أن العبد إذا نظر في دنياه نظر إلى من هو فوقه، لكنه إذا نظر في دينه نظر إلى من هو أسفل منه، فتجده يقول: نحن أفضل من غيرنا، لكنه لا يقول ذلك في دنياه، ومن ذاق ألم الأمراض عرف بعد ذلك قيمة الصحة، وكم نسبة مرضه إلى نسبة صحته، روي أن الفضيل كانت له بنت صغيرة فمرض كفها فسألها يوماً: يا بنية، كيف حال كفك؟ فقالت: يا أبت بخير، والله لئن كان الله تعالى ابتلى مني قليلاً فلقد عافى الله مني كثيراً، ابتلى كفي وعافى سائر بدني، فله الحمد على ذلك.

13ـ ومن فوائد المرض: أنه إحسان ورحمة من الرب للعبد، فما خلقه ربه إلا ليرحمه لا ليعذبه مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً [النساء:147]، وكما قيل:

وربما كان مكروه النفس إلى *** محبوبها سبب ما مثله سبب

ولكن أكثر النفوس جاهلة بالله وحكمته، ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها، وهذا ورد في بعض الآثار أن العبد إذا أصابته البلوى فيدعو ربه ويستبطئ الإجابة، ويقول الناس: ألا ترحمه يارب؟ فيقول الله: ( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟ ). فمثلاً الوالد عندما يجبر ابنه على شرب الدواء المر وهو يبكي وأمه تقول: ألا ترحمه؟ مع أن فعل الوالد هو رحمة به، ولله المثل الأعلى، فلا يتهم العبد ربه بابتلائه وليعلم أنه إحسان إليه.

لعــــــل عتبك محمود عواقبه *** وربما صحت الأجساد بالعلل

14ـ ومن فوائد المرض: أنه يكون سبباً لصحة كثير من الأمراض، فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية، وهذا شأن أكبر الأمراض، ألا وهو الحمى وهي المعروفة الآن بالملاريا، ففيها منافع للأبدان لا يعلمها إلا الله، حيث أنها تذيب الفضلات وتتسبب في إنضاج بعض المواد الفاسدة وإخراجها من البدن، ولا يمكن أن يصل إليه دواء غيرها، يقول بعض الفضلاء من الأطباء: إن كثيراً من الأمراض التي نستبشر فيها الحمى، كما يستبشر المريض بالعافية، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء الكثير، فمـــن الأمراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الــــرمد والفالج واللقوة ـ وهو داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق ـ وزيادة على الصحة فهي من أفضل الأمراض في تكفير الذنوب، ففي مسلم عن جبران { أن رسول الله دخل على أم السائب، فقال: "مالك؟" فقالت: الحمى، لا بارك فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" }، وعند أحمد بسند صحيح: { حمى يوم كفارة سنة } [عن ابن عمرو] وفي الأدب للبخاري عن أبي هريرة: { ما من مرض يصيبني أحب إلى من الحمى } لأنها تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعددها 360 مفصلاً، وقيل إنها تؤثر في البدن تأثيراً لا يزول بالكلية إلا بعد سنة.

15ـ ومن فوائد الأمراض: تخويف العبد وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون:76]، وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:48]، فما ابتلاه الله إلا ليخوفه لعله أن يرجع إلى ربه، أخرج الإمام أبو داود عن عامر مرفوعاً: { إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه }.

16ـ ومن فوائد المرض: أن الله يستخرج به الشكر، فإن العبد إذا ابتلي بعد الصحة بالمرض وبعد القرب بالبعد اشتاقت نفسه إلى العافية، وبالتالي تتعرض إلى نفحات الله بالدعاء فإنه لا يرد القدر إلا الدعاء بل ينبغي له أن يتوسل إلى الله ولا يتجلد تجلد الجاهل فيقول: يكفي من سؤالي علمه بحالي !! فإن الله أمر العبد أن يسأله تكرماً وهو يغضب إذا لم تسأله، فإذا منح الله العبد العافية وردها عليه عرف قدر تلك النعمة ؛ فلهج بشكره شكر من عرف المرض وباشر وذاق آلامه لا شكر من عرف وصفه ولم يقاس ألمه، فكما يقال: أعرف الناس بالآفات أكثرهم آفات، فإذا نقله ربه من ضيق المرض والفقر والخوف إلى سعة الأمن والعافية والغنى فإنه يزداد سروره وشكره ومحبته لربه بحسب معرفته وبما كان فيه، وليس كحال من ولد في العافية والغنى فلا يشعر بغيره.

17ـ ومن فوائد المرض: معرفة العبد ذله وحاجته وفقره إلى الله، فأهل السماوات والأرض محتاجون إليه سبحانه، فهم فقراء إليه وهو غني عنهم ولولا أن سلط على العبد هذه الأمراض لنسي نفسه، فجعله ربه يمرض ويحتاج ليكون تكرار أسباب الحاجة فيه سبب لخمود آثار الدعوى وهو ادعاء الربوبية، فلو تركه بلا فاقة لتجرأ وادعى، فإن النفس فيها مضاهاة للربوبية، ولهذا سلط الله عليه ذل العبودية وهي أربع: ذل الحاجة، وذل الطاعة، وذل المحبة ـ فالمحب ذليل لمن أحبه ـ وذل المعصية، وعلى كل فإذا مرض العبد أحس بفقره وفاقته إلى الله كائناً من كان.

لعلك تقول: هذه الأخبار تدل على أن البلاء خير في الدنيا من النعيم، فهل نسأل الله البلاء؟ فأقاول لك: لا وجه لذلك، بل إن الرسول قال دعائه لما أخرجه أهل الطائف: { إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي }، وروى أن العباس لما طلب من الرسول أن يعلمه دعاء فقال له: { سل الله العفو والعافية، فإنه ما أعطى أحد أفضل من العافية بعد اليقين }، وقال الحسن: الخير الذي لا شر فيه العافية مع الشكر، فكم من منعم عليه غير شاكر، وهذا أظهر من أن يحتاج إلى دليل، فينبغي أن نسأل الله تمام النعمة في الدنيا ودفع البلاء عنا، لكن إذا ابتلي العبد ببلاء فينبغي له الصبر والرضا بقضاء الله عليه.

أخيراً أختم هذه الرسالة بأن المرض نعمة وليس بنقمة، وأن في المرض لذائذ:

1ـ منها: لذة العطف الذي يحاط به المريض والحب الذي يغمره من أقاربه ومعارفه.

2ـ ومنها: اللذة الكبرى التي يجدها المريض ساعة اللجوء إلى الله، عندما يدعوه مخلصاً مضطراً.

3ـ ومنها: لذة الرضا عن الله عندما تمر لحظات الضيق على المريض وهو مقيد على السرير، ويبلغ به المرض أقصاه فيفيء لحظتها إلى الله كما حصل في نداء أيوب، فلا يحكم على المريض أو البائس بمظهره، فلعل وراء الجدار الخرب قصراً عامراً، ولعل وراء الباب الضخم كوخاً خرباً.

4ـ ومنها: لذة المساواة التامة، فهي سنة الحياة، فلا يفرق المرض بين غني أو فقير، فلو كان المرض سببه الفقر أو نقص الغذاء لكان المرض وقفاً على الفقراء، ولكان الأغنياء في منجى منه، لكنه لا يعرف حقيراً أو جليلاً، الناس سواء.

تمت هذه الرسالة ولله الحمد والمنة.

نسأل الله من عظيم لطفه وكرمه وستره الجميل في الدنيا والآخرة، ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته وفجأة نقمته وجميع سخطه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

حديث : " إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " فقه الاسلام

حديث : " إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " .

أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة قال : حدثنا جدي الإمام، قال: حدثنا أحمد بن نصر -جد الإمام هو محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح- قال: حدثنا أبو يعقوب الحنيني في نسخة: الحسن وفي نسخة: الحسين. قال: حدثنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: يا رسول الله ، ومن الغرباء؟ قال : الذين يحيون سنتي من بعدي ، ويعلمونها عباد الله )) .

————————————————————-

* الشطر الأول من الحديث : (( إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء )) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وكذلك أيضا ابن خزيمة والخطيب البغدادي وغيرهم فهو حديث ثابت: (( إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ )) .
بدأ غريبا : فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أول المؤمنين وأول المسلمين، ثم كان أسلم معه حر وعبد هو أبو بكر وبلال ثم أسلم عدد من الصحابة .

وسيعود غريبا في آخر الزمان كما بدأ، يخرج الناس من الدين كما دخلوه، نسأل الله السلامة والعافية .

فطوبى للغرباء :
طوبي، الجنة، الجنة للغرباء، الذين يتمسكون بالدين.

وجاء في لفظ آخر ، قيل: (( من الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يُصْـلِحون ما أفسد الناس )) وفي لفظ : (( الذين يَصْـلُحون إذا فسد الناس )) "قيل: من الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس" يعني: يصلحون بأنفسهم إذا فسد الناس، وفي لفظ : (( الذين يصلحون ما أفسد الناس )) وفي لفظ : (( هم النزاع من القبائل )) النزاع من القبائل، كل قبيلة تأخذ واحدا أو اثنين على الحق، والباقي على الباطل. وفي لفظ: (( هم قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير )) .

فجاء تفسير الغرباء أربع تفسيرات :

قيل: من الغرباء؟ فقال: "الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس". يعني: هم بأنفسهم يصلحون إذا فسد الناس، فالناس يفسدون وهم صالحون بأنفسهم مستقيمون .

واللفظ الثاني: قال: "هم الذي يُصْلِحون ما أفسد الناس". يعني: دعاة إلى الخير .

واللفظ الثالث: "هم النزاع من القبائل" .

واللفظ الرابع: "هم قوم صالحون قليل، في قوم سوء كثير".

وهنا : " قيل : يا رسول الله ، من الغرباء ؟ " هذا أيضًا لفظ خامس، قال: (( الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله )) هذا مثل " يُصْلِحون ما أفسد الناس " ، "الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله ". هذه الزيادة أخرجها الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث، والشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجة.

المؤلف ساق هذا الحديث ليبين أنه ينبغي إحياء السنن، وأن الذين يحيون السنن ويعلمونها عباد الله هم الغرباء، ومعلوم أنه إذا أحييت سنة ماتت بدعة تقابلها، وفيه التحذير من البدع والحث على إحياء السنن.

م-ن

المصدر : ( شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث ) فصل : ( موقف السلف من هذه الأخبار ) لفضيلة الشيخ : عبد العزيز بن عبد الله الراجحي – حفظه الله – .

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio…i_User&region=

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

هل صُلب المسيح عليه السلام ؟ فقه الاسلام

هل صُلب المسيح عليه السلام ؟
ونؤمن بأنه لم يمت ولم يقتله أعداؤه اليهود ، بل نجاه الله تعالى منهم ، ورفعه إلى السماء حياً
قال عز وجل عن اليهود : ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء /156-158 .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

الجزاء من جنس العمل للفتاة المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الغاليات جاني على الايميل هذا الكلام الطيب فاحببت أن انقله لكن وان شاء الله تستفيدن منه

يا أبن ادم اِن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها اِلا الله ، واِنك تحب أن يغفرها لك فاِن أحببت أن يغفرها لك فاصفح أنت عن عباده واِن أحببت أن يعفوها لك فاعفو أنت عن عباده فاِنما الجزاء من جنس العمل 0
أبن القيم رحمه الله 0

منقول من ايميلي
ودعواتكن أخواتي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

نهآيهـ آلعآلمـ فقه الاسلام

كتاب رائع
نهاية العالم للشيخ الدكتور محمد العريفي
كتاب نهاية العالم وهو عن أشراط الساعة الصغرى والكبرى حيث يحتوي الكتاب على صور وخرائط توضيحية
وهو بقلم الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي أستاذ العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود .

حيث تحدث عن علامات الساعة الصغرى والكبرى وذكر العلامات الصغرى التي وقعت وعددها 84 علامة والعلامات الصغرى التي لم تقع وعددها 46 علامة ، وذكر العلامات الكبرى للساعة وعددها 10 علامات .

ولقد فصل كل علامة وذكر الأحاديث التي دلت عليها
لتحميل الكتاب

http://www.4shared.com/document/WmppnE4E/______.html

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

تبين حد يسلم على ايدج؟؟ فقه الاسلام

موضوع اعجبني وعسى ربي ان يكتب لي فيه ولكم الخير والاجر الكبير ..

صورة يسلم بسببها 6 أشخاص يومياً ( الصورة بالداخل)

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه هي الصورة

/

http://up.arabseyes.com/upfiles/PM934835.jpg

والله اني كنت حاضر آخر مره عندما اسلم امريكي عن طريق الجوال وهو مدير احدى الشركات وكان يكلمه الداعية عندنا وبعد جهد شاق اقنعه بفضل الله بالإسلام

واذكر عندما صاح فينا الداعية في المكتب وقال انصتو سينطق اخونا الشهادة عن طريق الجوال

وعندما سمعناه يتشهد كبرنا حتى ارتج مكتبنا بالتكبير لإسلام اخونا وقمنا بربطه ببرنامج متابعة المسلم الجديد لكي نعلمه اصول دينه الجديد ونهيئة ليكون داعيا للإسلام هنا وفي بلده فهو مدير شركته وسيكون تأثيره قويا جدا على موضفيه

هذا غير السائقين والخدامات والعاملين والفنيين والمهندسن والأطباء الذين يسلمون يوميا عن طريق الجوال

هذه قصة واحده من كثير من القصص التي تحصل عندنا في المركز فنحن لدينا دعاة من جميع انحاء العالم امريكان وفرنسيين وفلبينيين ونيبال واردو وصينيين وغيره فنحن نكملك مركز دعوي متكامل في مركز جاليات البديعة

وعندما ترسل رسالة باسم الشخص وديانته يقوم الكمبيوتر بفرزه بشكل آلي وتحويله للدعاة كل حسب لغته

يسلم لدينا حوالي 50 شخص اسبوعيا بعد ان نحاول معهم مره ومرتين وثلاث

انت ماعليك الا تنشر هالصورة في جميع المدونة والقروبات والإيميلات التي تعرف واطبعها والصقها في مسجدك ومدرستك وعملك وابشر بالخير

يوم القيامة كل يأتي بصوم وصلاة وانت تأتي بصلاة وصوم امم تتوالد في الإسلام

العامل اللي يسلم تسلم معه زوجته وابنائه وابويه وقد يسلم بعض معارفه

فلاتفرط في هذا الأجر العظيم
_______________

* ثانيا :

أيها المبارك
إذا كنت تعرف شخص تارك للصلاة أو متهاون بها

أرسل رقمه ولاتذكر اسمه فلا نريد إلا رقمه فقط

أرسل رقمه إلى هذا الرقم 0535755761

وسنتواصل معه بالرسائل النافعة

شعارنا السرية التامة فلن يعرف أنك أرسلت رقمه

القائم على المشروع الشيخ حسن ابن العلامة الشيخ عبدالله بن قعود رحمه الله

** تذكر عندما تقف بين يدي ربك عزوجل وتجد حسنات أمثال الجبال لاتدري من أين لك هذا
فتعلم بعدها أن هذا الخير والعمل اليسير قد تنامى فقد يسلم يشخص بسببك ويكون كل عمل
يعمله لله في ميزان حسناتك من غير أن ينقص من أجره شئ ..
وقد يواظب على صلاته فتنقذه من النار !
هذا شخص !
فلو كانوا أشخاصاً ؟! **

( انشر ذلك الخير في المواقع والأماكن العامة ما استطعت إلى ذلك سبيلا )

منقول للفائدة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

إن التجَار يحشرون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وصدق للفتاة المسلمة

صور البيوع المنهي عنها :

ومن هنا جاء الإسلام ببيان البيوع المحرمة لكي يكون المسلم على بينة من أمرها ، فيتجنبها ، ويتجنب أكل مكاسبها الخبيثة .

فجاء تحريم بيع الميتة والخمر والخنزير والأصنام ، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خطب يوم فتح مكة فقال : (إن الله حرم عليكم بيع الميتة والخمر والخنزير والأصنام) .

1 – أما الخمر فإنه أم الخبائث الذي دل الكتاب والسنة على تحريمه ، وأجمع المسلمون إجماعًا قطعيًا لا خلاف فيه أن الخمر حرام ، يحرم تعاطيه وشربه وبيعه ، فلا يليق بمسلم أن يقدم على بيعها بأي وسيلة كانت قريبة أم بعيدة ، ولهذا جاء في الحديث : (لعن الله في الخمر عشرة : لعن الخمرة وشاربها وساقيها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها والمشتراة إليه والمشتراة له وآكل ثمنها) فجعل كل أولئك ملعونين لأنهم أعوان على الباطل بأي وسيلة كانت .

إذًا فلا يرضى مسلم أن يكون جزء من تجارته خمرًا ، ولا يرضى مسلم أن يعين على ذلك ، ولا يرضى أن يؤجّر أماكن ليباع فيها الخمر ، ولا يرضى أن يكون سمسارًا ووسيطًا في بيع الخمر ، ولا يرضى أن يحمله لغيره ، إن المؤمن الحقيقي يمنعه إيمانه الصادق عن هذه الخبيثة بأي وسيلة كانت ، فلا يرضى بها لا من قريب ولا من بعيد ، ولو علم أن أي مكان يُستأجر منه أو أي فندق يُستأجر منه أنه يباع فيه الخمر لامتنع عن ذلك مهما كانت المغريات .

والمسلم الذي علم تحريم الخمر وتحريم بيعه سيعلم حقًا أن المخدرات بكل أنواعها أشد تحريمًا ؛ لكونها أشد ضررًا من الخمر ، فبيعها والاتجار بها أمر محرم شرعًا ، يمتنع عنه المسلم الذي يؤمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا رسولاً . ثم هو أيضًا يمتنع عن بيع أنواع التبغ ؛ لأنه يعلم أنه ضرر محض لا خير فيه ، وشر وبلاء لا خير فيه ، فالاتجار به حرام ، والمال الناتج منه حرام بأي وسيلة كانت ، فلا يؤجر محلاً لمن يبيع ذلك ، ولا يتعامل معه ولا يتخذه شريكًا له ، ويحتاط على مكاسبه من أن تدنسها تلك القاذورات الخبيثة .

2 – وحرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حديث جابر بيع الميتة التي حرمها الله في كتابه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ، فيحرم بيعُها لأنها نجسة ، والله تعالى يقول : (َلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ).

3 – وحرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيع الخنزير ، ذلك الحيوان القذر الذي هو قذر ونجس ومؤذٍ ومسبب لآفات صحية وأخلاقية ، حرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علينا بيعه ؛ لأن الله حرمه في كتابه : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْـزِيرِ ).

4 – كما حرم بيع الأصنام التي تعبد من دون الله على هيأتها ، كذلك بيع الصلبان وما يجري مجراه ، كل ذلك حرمه علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأجمع المسلمون على تحريمها .

5 – ومما جاء تحريمه في السنة بيع الأحرار ، كما جاء في الحديث القدسي ، يقول الله جل وعلا : (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجراء فأوفى منهم ولم يعطهم حقهم) فهؤلاء الثلاثة الله خصمهم يوم القيامة ، ثانيهم رجل باع حرًا فأكل ثمنه ؛ ذلك أن الأصل في آدم وذريته الحرية ، فإن الله خلق آدم وذريته أحرارًا ، وإنما الرق في الشريعة إنما جاء عقابًا في حق من دُعِي إلى الخير فأبى ، وقاوم دعوة الحق فاستُرِق عقوبةً له على جرمه ، وإلا فالأصل حرية البشر ، وسلب حريات البشر أمر مخالف للشرع .

لقد كان الرق في الإسلام عقوبة ، ومع ذلك جعل طرقًا كثيرة لإزالته ، فجعل عتق الرقبة في كفارة قتل الخطأ ، وكفارة الظهار ، وكفارة الجماع في رمضان ، وكفارة اليمين ، ورغب في العتق ورتب عليه الثواب الجزيل .

ولما استرق المسلمون الأرقاء في صدر الإسلام الأول استرقوهم بالطريق الشرعي ، ولكنهم عاملوهم معاملة طيبة ، فعلّموهم وثقّفوهم وفقّهوهم وربّوهم تربية صالحة ، حتى كان منهم أئمة الهدى وحملة الشريعة وخطباء المنابر والقضاة وحملة السنة والكتّاب ، فصاروا أعلام هدى على أيدي الرعيل الأول .

ولقد كان المستشرقون يلمزون الإسلام بالرق ويتهمونه بكبت الحرية ، وهذا اتهام باطل وظالم ، بل العالم المتحضر اليوم يرتكب الرق بأبشع أنواعه ، ففي الحروب التي تقام في هذه العصور ويؤخذ فيها الأطفال ذكورًا وإناثًا ، وتقام أسواق لأجلهم ، لا لمصلحة ذات الأطفال ، ولكن لأمور إجرامية أخرى ، إما لنزع أعضائهم ، أو تهيئتهم للإجرام والإفساد نعوذ بالله من ذلك ، فالرق الجديد رق يشتمل على الظلم والعدوان استحلوا به الأرقاء ، استحلوا به استرقاق أولئك الصغار ، وفي البلاد التي يغلب فيها الجهل والفقر يحاول أولئك استغلال نهب أولئك الأطفال وبيعهم والتحكم في مصيرهم ، وهذا من أبشع الظلم والعدوان .

6 – ونهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ثمن الكلب وأخبر أن ثمنه خبيث فقال – صلى الله عليه وسلم – : (إن ثمن الكلب خبيث) وقال : (إذا جاء يطلب ثمنه فاملأ كفيه ترابًا ) فالكلب لأجل خبثه حرم – صلى الله عليه وسلم – بيعه ، فهو لا مالية له في الإسلام ، كما حرم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيع أي حيوان لا منفعة فيه ، (سئل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن بيع الكلب والسنور ، فقال : زجر عن ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم ).

7 – وحرم الإسلام علينا الاتجار بالبغاء ، وجعله كسبًا خبيثًا ، ولذا قال الله تعالى : (وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، كان بعض العرب يجعل إماءه أجيرات للبغاء ؛ ليكتسبوا من وراء بغائهن المال ، فحرم الله ذلك ونهى عنه لأنه مكسب خبيث ولذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (ثمن الكلب خبيث ، ومهر البغي خبيث) فنهى عن ثمن الكلب ونهى عن كسب البغاء ، كل ذلك حماية لمال المسلم من أن تكون مصادره مصادر سوء ومصادر دناءة وخسة ، فليرتفع المسلم إلى أن تكون مصادر ماله مصادر طيبة حلالاً نظيفة ، بعيدًا عن هذه الشبهات والنقائص .

ونهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن البيوع المشتملة على الغرر والظلم والعدوان ، وما يسبب نزاعات بين الناس .

8 – فنهى – صلى الله عليه وسلم – عن بيع الغرر ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : (نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن بيع الغرر) والغرر هو الخداع ، بأن يكون أحد الطرفين لا يدري عن حقيقة السلعة ، فلا يعلم ذاتها ولا يعلم أوصافها ولا يراها ، وإنما يشتري مجهولاً يعلم حالته ، فربما ندم على فعله إذا اطلع عليه ، فنهانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك ، وأراد من المسلم أن يكون صادقًا في تعامله ، صادقًا في تجارته ، حتى يكون مؤمنًا حقًا ، فإن الإيمان ليس مجرد أداء للفرائض لكنه مع أداء للفرائض لا بد من صدق في المعاملات ، الدين المعاملة ، فالمؤمن الحقيقي صاحب الإيمان الصادق لا تراه غاشًا ولا مخادعًا ، ولا خائنًا ولا كذابًا ، لا يحدثك فيكذبك ، ولا تأتمنه فيخونك ، ولا تثق به فيغشك ، بل هو مترفع عن كل هذه الدنايا . ولهذا نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أنواع من البيوع كان أهل الجاهلية يتبايعون بها .

9 – وكانوا في جاهليتهم ربما قالوا مجرد ما يلمس الإنسان السلعة فهي له بكذا ، فجاء النهي عن ذلك ، كما في الحديث : (نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن بيع الملامسة والمنابذة) فليس مجرد اللمس أو النبذ إليه قد يستحق البيع بل لا بد من اطلاع المشتري على عين ما اشترى ، أهو حقيقة أم لا ، حتى تكون المكاسب طيبة ، وتكون القلوب مطمئنة ، وتنقطع أسباب القطيعة والعداوة والبغضاء بين الناس .

10 – وكانوا في جاهليتهم يبيعون الثمار قبل أن يَبْدُوَ صلاحُها ، فكان ذلك يؤدي إلى النزاع والخلاف ، فنهى – صلى الله عليه وسلم – عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها ، نهى البائع ونهى المشتري ، وقال : (أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه).

11 – ونهى – صلى الله عليه وسلم – عن بيع أنواع مما يجري فيه الربا ، فقال – صلى الله عليه وسلم – : (الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة ، والبر بالبر ، والشعير بالشعير ، والتمر بالتمر ، والملح بالملح ، مثلا بمثل ، يدا بيد ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى ، الآخذ والمعطي فيه سواء ) .

12 – ونهى – صلى الله عليه وسلم – عن بيع النجش فقال : لا تناجشوا قال العلماء : النجش الذي نهى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – هو أن يزيد الإنسان في سلعة تباع لا يريد شراءها ، ولكن يزيد إما لينفع البائع أو يضر المشتري ، فنهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك وقال : (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض) وقال : (إذا استنصحك أخوك فانصح له ) فلا يجوز أن ترفع ثمن سلعة أنت لا تريد شراءها ، أو ترفعها لأجل أن يربح البائع ويضر المشتري ، أو كونك شريكًا من طريق خفي ، تُظْهِرُ أنك أحد من يسومها بينما أنت تريد أن تغرر بذلك الذي يشتري ، كل هذا مما حرمه الشرع علينا .

13 – وحرم علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يبيع بعضنا على بيع بعض ، أو أن يشتري أحدنا على شراء الآخر ، فقال – صلى الله عليه وسلم – : (ولا يبع بعضكم على بيع بعض) فإذا رأيت أخاك قد سام سلعة وتوجه الآخر إليك فإياك أن ترفع السلعة لتبيع على بيعه ، وإياك أن تضع من الثمن لتفسد عليه ، دع أخاك وشأنه ولا تبع على بيعه ، دعه إذا باع أن يربح ما يسر الله له ، أما إن تتدخل في بيعه فتقول للمشتري : أنا أبيعك بأقل من هذا ، فهذا لا يجوز ، أو تقول للبائع : أنا أشتري منك بأكثر من ذلك ، فلا يجوز إلا إذا تنازل أخوك عن ذلك البيع .

14 – ونهانا رسول الله عن الغش فيما بيننا وأمرنا أن تكون بيوعنا كلها واضحة جلية لا غدر ولا خيانة فيها ، فقال – صلى الله عليه وسلم – : (من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا) فالغاش ليس من المسلمين لأنه يهدد اقتصادهم ، كما أن القاتل حامل السلاح يهدد أمنهم ، فكل منهم يخدع المسلمين ممن يغش في البيوعات والذي يخدع الناس ، والذي يضع الشعارات غير الشعار الحقيقي ، والذي يزيّف ، والذي يؤخر السلعة التي لها زمن ينتهي إليه ثم يخرجها والحال أنها ضارة وأن زمن البقاء قد مضى ، كل أولئك يعتبرون غاشين لإخوانهم المسلمين ، خادعين لهم ، ماكرين بهم ، ومكاسبهم مكاسب خبيثة .

المسلم في معاملاته يتقي الله فلا يعين على معصية ولا يعين على ظلم ولا يعين على عدوان ، يتحرى المكاسب الطيبة وإن قلّت ، ويترفع عن الدنايا والخبائث وإن كثرت ، خوف الله يسيطر عليه ، يقينه بلقاء الله يحول بينه وبين الحرام ، كم ترى من عباد الله من إن نظرت إلى مظهره أعجبك ، وإن سمعت كلامه أعجبك ، وإن رأيت أعماله التطوعية أعجبتك ، ولكن في معاملات الدنيا ومصالحها يذهب هذا التقوى كأنه ما كان شيء ، فلا صدق ولا أمانة ولا وفاء ولا وضوح ، ولكن غش وخداع ، كم من الناس سولت لهم أنفسُهم فاستحلوا الحرام بتأويلات باطلة ، يعهد إليه شراء أمور العامة فلا يوقّع عقد الشراء إلا أن يكون له نصيب من الثمن ، بل قد يزيد الثمن زيادة باهظة لأجل مصلحته التي يأخذها ، وكم يراد أن يُستأجر منه فلا يوافق هذا المستأجر إلا أن يُعطَى ثمنًا باهظًا ، وكم من حيل وخداع وتأويلات إبليسية يتمسك بها هؤلاء فيذهب دينهم والعياذ بالله ، يتساهلون بالحرام والمكاسب الحرام ، وما يعلمون أنها سبب لقسوة القلب ، وإضعاف لجانب التقوى .

والتقي حقّا من اتقى الله في سره وعلانيته ، من اتقى الله في صلاته وبيعه ، من اتقى الله في زكاته وتعامله ، من اتقى الله في صومه وبيعه وشرائه ، من كان خوف الله مسيطرًا عليه في كل أحواله ، يهمه المال الطيب النافع ، أما الأموال المحرمة فمهما تنوعت مكاسبها فإن موقفه منها موقف الحذر الخائف من الله .

لا يشارك مع أقوام يرى منهم تساهلاً في الربا والحرام ، وتهاونًا في الأمور ، يبتعد عنهم مهما كان الحال ، يربأ بدينه من أن يخدعه المغرورون ويغرر به الجاهلون ، ويزين له أهل الباطل ، والله يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) وفي الحديث : (ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام ) فالمسلم الذي يعلم أنه ملاق ربه وأن الله سائله عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه يقف متأملاً يقدم رجلاً ويؤخر أخرى ، وينظر في عواقب الأمور ومآلاتها ، ولا تهمه الدنيا المنكرة الزائلة ، بل مراقبته لربه فوق هذا كله .

كم من متساهل بالمرافق العامة ومتهاون بها ومدع ملكها وهي ليست ملكًا له ، ومسطر عليها صكوكًا وهي ليست له ، وكم وكم … إن المسلم حيال كل الأمور يجب أن يعلم أن الله سائله عن كل درهم دخل عليه ، هل هذا من حلال أم من حرام ، وليتق العبد ربه وليحاسب نفسه قبل الحساب يوم قدومه على الله وليحذر من مصاحبة أقوام لا يبالون بالمكاسب ، حلال هي أم حرام ، يسخرون لِمَ قال لهم : هذا حرام ، يسخرون لِمَ يقول لهم : هذا لا يجوز ، يستهزئون لمن يقول لهم : اتقوا المكاسب الخبيثة ، يقولون : أنت في غفلة ، وأنت في انعزال ، وأنت لا تعرف الحياة ، وأنت لا تعرف الأحوال ، أما يعلم هؤلاء أن الله جل وعلا مطلع على سرائرنا ، وعالم بأحوالنا ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) .

نسأل الله تعالى أن يكفينا بحلاله عن حرامه ، وبطاعته عن معصيته ، وبفضله عمن سواه ، ونسأله تعالى أن يجعل فيما أباح لنا غنى عما حرم علينا ، وأن يطهر مكاسبنا من الخبائث ، ومن الربا والحرام ، وأن يجعلها طيبة تعيننا على طاعته ، ونتقرب بها إليه ، إنه على كل شيء قدير .

http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaChapters.aspx?View=Page&PageID=12664&PageNo= 1&BookID=2

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

بخصوص العمرة للفتاة المسلمة

كيف الحال أخواتي أنا مسافرة العمرة إن شاء الله مع زوجي. اول مرة. ممكن تفيدوني كيف الاعتمار بالضبط. أنا اعرف بس كوني اول مرة اروح مابي أنسى او اخربط بشي. عسى ربي يتقبل مني ومنكم صالح الاعمال

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الفتاة المسلمة

ماحكم التسمى بهذه الأسماء المستعارة للفتاة المسلمة

الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ ؛

السؤال :
ماحكم التسمى بهذه الأسماء المستعارة عبر المدونة :
عاشق الشهادة/عاشق الجنة/ عاشق الرسول / عاشق النبي / عاشق القرآن/ عاشق المدينة / عاشق مكة/ عاشق قطر/ عاشق الكويت / عاشق المجد / عاشق الرياضيات / عاشق العلم/ عاشق الإسلام/عاشق الشهادة
أي كل مايتعلق بكلمة عاشق وعشق ؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا.

الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعشق هو إلافراط في الحب، ويكون في عفاف الحب ودعارته، والأصل فيه الرجل يعشق المرأة.

قال ابن القيم: العشق والشرك متلازمان وإنما حكاه الله عن المشركين من قوم لوط، وعن امرأة العزيز ، وذكر الشيخ بكر أبو زيد عن أكثر أهل العلم المنع من إطلاقه على الله أو على رسوله خلا فا للصوفية ( راجع معجم المناهي اللفظية ) ، أما حب البلدان وغيرها فالأولى التعبير عنه بالحب لا العشق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق مكة: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ) رواه الترمذي وصححه الألباني . وقوله: أحد جبل يحبنا ونحبه. رواه البخاري.

والله أعلم.

المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Istisha…Option=FatwaId

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده